التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عيد الختان المجيد

الختان في العهد القديم:

أصل الطقس: (تكوين 17): «وقال الله لإبراهيم: وأما أنت فتحفظ عهدي. أنتَ ونسلك من بعدك في أجيالهم. هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك. يُختن منكم كل ذكر. فتختنون في لحم غرلتكم. فيكون علامة عهد بيني وبينكم. ابن ثمانية أيامٍ يختن منكم كلُّ ذكرٍ في أجيالكم. وَلِيد البيت والمُبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك. يختن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضتك. فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبديًّا. وأما الذكر الأغلف الذي لا يُختَن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. إنه قد نكث عهدي.» (تك 17: 9 - 14)

<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-8216208823031611"

     crossorigin="anonymous"></script>

وبذلك فالختان كان بمثابة أول علامة عهد شخصي على مستوى العلاقة الداخلية غير المنظورة بين الله وبين كل فرد في شعب الله. وسُمِّي ”عهد الختان“ (أع 7: 8).

ولكن نجد العهد القديم يستخدم الختان ليس للإنسان فحسب، بل وللشجر أيضاً حاسباً أن الشجرة المغروسة جديداً تعتبر ”غلفاء“ أي غير مختونة (غير مقدَّسة) معنويًّا لمدَّة ثلاث سنوات، حيث يعتبر كل ثمرها ”أغلف“ أي نجساً لا يُؤكل، بل يُطرح. وفي السنة الرابعة تحسب الشجرة مقدَّسة بعدما يقدم طرحها للرب كتقدمة شكر، وبعد ذلك في السنة الخامسة تحسب حلالاً على الإنسان ومقدَّسة:

«ومتى دخلتم الأرض وغرستم كل شجرة للطعام تحسبون ثمرها غرلتها. ثلاث سنين تكون لكم غلفاء. لا يؤكل منها. وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قُدساً لتمجيد الرب. وفي السنة الخامسة تأكلون ثمرها. لتزيد لكم غلتها. أنا الرب إلهكم.» (لا 19: 23 - 25) والمعنى هنا ينصبّ على تحويل الشجرة من غرس أرضي (شيطاني) عليه اللعنة الأُولى، إلى غرس سماوي (مقدَّس) حلَّت عليه البركة. وكأنها عملية جحد للشيطان تماماً كالذي يحتِّمه الطقس في المعمودية، تنتقل به الخليقة من معسكر الشيطان إلى معسكر الله.

<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-8216208823031611"

     crossorigin="anonymous"></script>

وهذا يتضح أكثر في قصة موسى وزوجته صفورة وابنها البكر الذي ختنته في الطريق إلى مصر لتمنع عنه الهلاك، وكان دم ختانته على رجليه (القائمتين) علامة على التصاقه بالرب «فانفكَّ عنه، حينئذ قالت: عريس دم من أجل الختان.» (خر 4: 26)

والمُلاحَظ أن كلمة ”ختانة“ في اللغة السامية (الآرامية) القديمة تفيد معنى ”قطع الغلفة“، أو معنى ”العريس“، وقد استعملت كذلك منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد باعتبار أن الختانة هي علامة أو طقس الزواج. وقد انحدرت هذه المرادفة إلى اللغة العربية فـ”الختن“ هو ”العريس“، ولكن بمفهوم العريس الطاهر، أي الذي انفك عنه الشيطان بقطع غلفة النجاسة.

وفي أواخر العصر اليهودي اقتصرت الختانة الجسدية على مفهوم الدخول في شعب الله، وقد اقتربت الختانة بأخذ الاسم الجديد الذي يلزم أن يكون مطابقاً لاسم أحد أفراد أسرته إمعاناً في تبعية الطفل لشعب الله.

<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-8216208823031611"

     crossorigin="anonymous"></script>

وكان هذا الطقس، على العموم، في غاية الأهمية بالنسبة لليهودي المخلص لشعبه وإلهه، لدرجة أنه كان يهون جدًّا على الإنسان اليهودي أن يستشهد في سبيل تكميل ختانته لأن موت اليهودي بدون ختانة معناه الحرمان الأبدي من ميراث شعب الله. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مديح يا إبنة داود كم من كان قديم - من نظم ابو السعد الأبوتيجي

  يا ابنة داود ‪ .‬كم من كان قديم ‪.‬‬  ‫جاء بشر بورود ‪ .‬ابنك فى العالم‪.‬‬  ‫كم من كان موجود‪ .‬فى حبك هايم‪.‬‬‫كم امثال كم اقوال‪ .‬ونبوات ‬‫موصوفى ‫يا بابا مقفول ‪ .‬رآه حزقيال‪ .‬فى‬‫المشرق مشمول‪ .‬بالنور المتعال‪.‬‬‫قال عذراء وبتول‪ .‬فى عقب‬‫الاجيال‪ .‬ستضع من خضعت‪ .‬له‬‫ربوات والوف.‬ ‫يا تابوت العهد‪ .‬بالذهب المطلى‪.‬‬‫مدحك مثل الشهد‪ .‬واصناف‬‫العسلى‪.‬‬‫وبك ابليس انهد‪ .‬من بعد الحيلي‪.‬‬‫وبك اطمئنينا‪ .‬من بعد الخوف  ‫يا جبل الله سر‪ .‬بيسوع سيدنا‪.‬‬‫وولدتيه وظهر‪ .‬من ابليس عتقنا‪.‬‬‫من غير زرع بشر‪ .‬حتى خلصنا‪.‬‬‫وتألم سيدنا‪ .‬عن شعبه يوفي  ‫يا حق العنبر‪ .‬رائحه طيبه فاح‪.‬‬‫سيدنا دبر‪ .‬وحملتيه بافراح‪.‬‬‫وولدتيه وظهر‪ .‬نجمه فى‬‫الاصباح‪ .‬ووضع فى مذود‪ .‬بخرق ‫ملفوفي ‫يا خشبا لا يسوس‪ .‬وقبلتي‬‫البشرى‪ .‬وحملتى القدوس‪ .‬وانت‬‫هى عذرا‪.‬‬‫ورجعنا الفردوس‪ .‬بابنك دفعة‬‫أخرى‪.‬وبك اطمأنينا‪ .‬من بعد‬ ‫الخوفي‬  ‫يا ذخر الملة‪ .‬واصحاب الترتيل‪.‬‬‫نظروك مشتمله‪ .‬بشموس وتهليل‪.‬‬‫وكواكب جمله‪ .‬فوق رأسك اكليل‪.‬‬‫من يقدر ينطق‪ .‬او يسمع‬...

أبو السعد الأبوتيجي - مؤلف المدائح العربية الساحر التائب

  ابو السعد الأبوتيجي " الساحر التائب " من مركز أبو تيج " أسيوط "  عاش في القرن 17 الميلادي كان ساحراً جباراً عالماً بأسرار السحر و خفاياه ، حتي أنه في أحد المرات أراد أن يظهر للبطريرك جبروته وقوته فأمر الشياطين أن يصعدوا به " أبو السعد " إلي السماء فأطاعوه حتي وصلوا به إلي مكان لم يستطيعوا الصعود بعده و هم يحملونه فتركوه يسقط و فيما هو في طريقه إلي الأرض إذ بالسيدة العذراء قد حضرت و حملته و أنزلته سليماً إلي الأرض حتي أنه أعلن أنه سيتوب و لن يرجع للسحر مرة آخري .! بعد ذلك عدل عن رأيه و رجع لممارسة السحر مرة أخري فأصيب بالشلل! وفي أحد المرات ظهرت له السيدة العذراء مرة أخري في حلم و أعلمته أنه سيشفي إذ ما ترك كتب السحر وأمن بالسيد المسيح له المجد فلما إستيقظ إستدعي إبنه و أمره أن يلقي بكتب السحر في البحر لأنه لم يكن يستطيع الحركة ، فأخذ إبنه بعضها وألقاها و ترك البعض الآخر ولما عاد ووجد أبو السعد أنه لم يشفي علم أن إبنه لم يلقيها كلها فأمره أن يذهب ويلقي بما تبقي في البحر فلما ألقاها هاج البحر و حدث به غليان شديد حتي أنه خرج علي الشاطىء!! بعد ذلك تم شفائه و...

مديح يا مريم انا عبدك - من نظم فضل الله الإبياري- على ثيؤطوكية الثلاثاء

يا مريم أنا عبدك، موسوم باسم ولدك، غيثيني بوعدك، وبحقك توفيني. يا مريم بحياتك، وحسن طهارتك، وديني بصلاتك، في موضع يرضيني. يا مريم تاج رأسي، يا عزي بين ناسي، مدحك بين جلاسي، كزلال ماء يرويني. يا مريم جار حملي، من فوق رأسي وعلى، لكن ما خاب أملي، فيك يا عمدة ديني. يا مريم حان وقتي، وتدانت مسألتي، مثلي كم خلصتي، عسى لا تنسيني. يا مريم خاف قلبي، من ثقل حمول ذنبي، لكن أرجوك حسبي، وبصلاتك نجيني. يا مريم دهرى فات، وأنا تائه في غفلات، وابليس حسن لي الآفات، وحلاها في عيني. يا مريم رأيت شغله، كأنه شهد بعسله، وبلغ في أمله، وأنا ما خاب يقيني. يا مريم زاد همي، من فوق رأسى وعلى، ورجعت إلى الندم، هل ندمي يحييني. يا مريم سرك بان، والمخفي صار إعلان، وسكن فيك الديان، وعتقت المسكين. يا مريم شيبي لاح، وزمان الغفلة راح، وانا تائه منجاح، ومن غيرك يهديني. يا مريم صرنا أحرار، بك يا طهر الأطهار، وفزنا من حر النار، حديده تكويني. يا مريم ظني فيك، بشفاعة عند ابنك، طول عمري وأنا مسترجيك، عند يسوع توفيني. <script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-82162088...