المعلم فضل الله الإبياري
نسبة إلى بلدة إبيار،
محافظة الغربيَّة، بشهادته عن نفسه. إحدى مدائحه للعذراء، بدايته: ”أبدي باسم
االله العالي“، وهي حاليا بعنوان: إبصاليَّة آدام تُقرأ على الهوس الأوَّل من شهر كيهك)
.ونستطيع أن نتعرَّف على شخصيَّته من مخطوط كان يمتلكه، وهو الآن محفـوظ برقم 283
عربي بالمكتبة الأهليَّة بباريس.
وكان يعمل كاتبا بإحدى الدواوين الحكومية
ثم أصيب في عينيه بمرض أدى الى إصابته بالعمى وقد تم شفاءه من ارتد اليه بصره
بشفاعة السيدة العذراء بكنيسة السيدة العذراء بالريدانية في المنصورة كما شرح عن
نفسه في مدائحه، ثم كرس حياته لنظم المدائح المريمية.
يمكن للسامع أن يتعرف على ناظم المديح
المعلم فضل الله الإبياري من خلال مفتاح فضل الله الإبياري الشهير وهو
معجزة شفائه من العمى فدائما ما يدعو السيدة العذراء بما يتعلق بمعجزتها معه ( كيف
أحزن واتكدر وانت طب عيوني، طبيبة عيوني، نور عينيا، ضي عينيا ....)وغيرها
من التعبيرات التي تخص عمل الله الإعجازي معه بشفاعة السيدة العذراء.
فتقدِّم لنا حاشية
وردت في الورقة الثالثة من المخطوط المذكور معلومات عن فضل االله الإبياري، وعن سميِّه
الدِّمرداشي، وعلاقته بالبابا مرقس الخامس (١٦١٩-١٦٠٣م) البطريرك الثامن والتسعون من
بطاركة الكنيسة القبطيَّة.
وتنقسم هذه الحاشية
إلى ثلاثة أجزاء.
فتذكر هذه الحاشية
في جزئها الأوَّل” الشُّـكرلله دائماً. وجدتُ من طالَعَ في هذا الكتاب، لأني وجدتُ
بعـض خطِّـه في حواشي الكتاب، مكتوباً بالحبر الأحمر، وفي محلاَّت خاتم سـليمان
فعرفته، وهو المرحوم فضل االله الإبياري، الذي رتَّب جانباً كـبيراً مـن المدائح في
عصرنا الماضي، وهو كان مباشراً. و إنضر ( فقد بصره) في آخر زمانه، وبطَّل المباشرة.
ونوَّر االله بصره لتشفُّعه بالسِّت الحنونة في بيعة ناحية الرّيدانيَّة بولاية الدَّقهليَّة.
ومن حـين ذاك، صـار ترتيب المدائح فيها، ويتشاغل بكُتُب القدِّيسين، وطلبات الرُّهبان،
إلى أن تنيَّح بسلام راضي الإله، أعاننا برحمته على ما أعانه، وأحسن لنا الخلاص من
هذا العالم المُظلم، وأنعم علينا بملكوته الأبديَّة، بشفاعة الست السيِّدة، والملائكة،
والقدِّيسين، ومن أرضى الرَّب بأعماله الصَّالحة آمين“.
أمَّا الجزء الثَّاني
مـن الحاشـية فيخـتص باسـم فضـل االله الدِّمرداشي، ويرد فيها ما يلي: ”لأنَّ في عصرنا الماضي كان موجوداً شخصان
تسمّوا باسم فضـل االله. فواحد منهما الإبياري، وكلُّ آخرته صالحة، وتنيَّح بسلام راضـي
ربّه. والثَّاني الدِّمرداشي، وهو الذي شهد على الأب البطريرك أنبا مرقس الثَّامِن
والتِّسعين من الآباء البطاركة بالكرسي المرقسي، بأنه يجلس علـى كرسي عالي، ويلبس بُرنُس
أخضر، ويأمر النَّاس بالسُّـجود لـه، وأن يعطوه البُخور كإله. ويُحرِّم اللَّحم واللَّبن،
ويُحلِّل الخمر. وبهذا الوصف، حصل للأب المشار إليه، التَّقرير في ديوان مصر، زمان
محمد باشا الوزير، ونُفي إلى بُرج الإسكندريَّة، وأقام فيه مدَّة مستطيلة (طويلة، أكثر
من عام. وبعد عزل محمد باشا، أُفرج عنه، وتولَّى البطريركيَّة إلى حين توفى. وهذا الدِّمرداشي تبرَّص في عصره، ومات
وهو تحت الحروم . وهـذا كان حصل بسبب الاختلاف في عمل عيد القيامة المعظَّمة، لأنه
كان مع فرقة جماعة البحاروة (أهالي وجه بحري) الذين نُبذوا لـذلك، ولم يزالوا في الخلاف هُم وأولادهم،
من مات منهم، ومن عاش إلى حين ولاية الأب البطريرك أنبا مرقس الواحد بعد المائة مـن
الآبـاء البطاركة قبل تكريسه في الرُّتبة بعد وفاة الأب أنبا متى (البابا
متاؤس الثالث) بسنة واحدة. أطاعوا أولادهم جماعة الشَّعب المصريِّين، والـذين
هم في القبليوعملوا العيد بالسَّويَّةفي سـنة
١٣٦٢للشُّـهداء الأطهاروكان ذلك ببَرَكَة هذا الأب قبل تكريسه بجُمعة واحـدة،
وصاروا تحت بركته. ونسأل الله إصلاح الرَّئيس والمرؤوس. آمين“.
فمن هذه المعطيات
السَّابقة نعرف ما يلي:
-
عاش فضل االله الإبياري
في النِّصف الثَّاني من القرن السَّادس عشر الميلادي، وتنيَّح في غضون الرُّبع الأوَّل
من القرن السَّابع عشر. وذلـك بسبب أنَّ كاتب هذه الحاشية كان شخصاً معاصراً للأحـداث،
وقريبـاً منها. وآخر خبر ورد في هذه الحاشية كان
سنة ١٦٤٦م.
- بينما تذكر الحاشية أنَّ فضل االله الإبياري كَتَب مدائح كـثيرة، إلاَّ أننا نعرف منها فقط، المديح الكيهكي الذي يُقال على الهوس الأوَّل في شهر كيهك، والذي بدايته: ”أبدي باسم االله العالي ...“. وله مديح آخر، ذكر فيه اسمه، ونُشر في كتاب المدائح وهو مديح "يا مريم انا عبدك....."، وكذلك مديح للعذراء يُقـال علـى تذاكيَّة يوم الاثنين في شهر كيهك، مطلعه: ”أُم النُّور زين الأبكار.
تعليقات
إرسال تعليق