صوم الميلاد بوضعه الحالي

 في البداية كل عام والجميع بألف خير بمناسبة بدء صوم الميلاد وشهر كيهك المبارك.  ولكن بداية نود في هذه المرة أن نتكلم عن تاريخ صوم الميلاد وكيف اصبح بوضعه الحالي.

صوم الميلاد في البداية ومع الإحتفال بعيد الإبيفانيا ( عيد الغطاس) هو كان فقط تذكار لتجسد الرب وعماده، وكان صوم الميلاد هو اليوم السابق لعيد الإيبيفانيا (فكان يوما واحدا كمرحلة أولى يسبق عيد الإيبيفانيا) وهذا الإحتفال مازال معمولا بع في الكنيسة الأرمينية الأرثذكسية الشقيقة، ثم بعد ذلك مع انفصال عيد الميلاد عن عيد الغطاس في حوالي أواخر لبقرن الخامس الميلادي ظل صوم الميلاد هو صوم اليوم الذي يسبق العيد وهو يوم البرامون.

بعد ذلك ما بين القرن السادس والقرن الحادي عشر الميلادي أصبح هنالك عادة ما و هي صوم الأربعة أسابيع السابقة لعيد الميلاد (أي منذ اليوم الأول في شهر كيهك حتى اليوم الثامن والعشرون من الشهر ، وهذه العادة ظلت بارزة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولا سيما في صعيد مصر، وبهذا اصبح صوم الميلاد شهرا قبل تاريخ عيد الميلاد حتى القرن الحادي عشر كمرحلة ثانية. وهو ما نشاهده جليا حتى يومنا هذا من تغيير لطريقة الألحان والمردات فيما يعرف بالطقس الكيهكي.

وفي عهد البابا خريستوذولس – البطريرك السادس والستون من بطاركة الكنيسة المرقسية (1047 – 1077 م) – نقل عادة عن الغرب وهي صوم ستة اسابيع ويوم البرامون لتصبح المدة هي 43 يوما وهو ما قد اشرنا اليه العام الماضي في قوانين البابا خريستوذولس من جهة الشعب القبطي حيث أشار " ثم يصعدون ليعيدوا لمارمينا ثم يرجعون ليصوموا صوم الميلاد) اي من اليوم التالي لعيد مارمينا حتى 28 كيهك. ومع ذلك ظلت كنائس صعيد مصر متمسكة بعادتها القديمة بصوم اربعة اسابيع فقط سابقة لعيد الميلاد اي من أول كيهك.

فصوم الميلاد بوضعه الحالي قد وضعه البابا خريستوذولس في القرن الحادي ليبدأ من ثاني يوم عيد مارمينا (16 هاتور) حتى يوم البرامون (28 كيهك) لتصبح مدته 43 يوما بعيدا عن أي تفسيرات أخرى قد تدمر البعد التاريخي والليتورجي للصوم.

وكل عام و أنتم بخير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مديح يا إبنة داود كم من كان قديم - من نظم ابو السعد الأبوتيجي

أبو السعد الأبوتيجي - مؤلف المدائح العربية الساحر التائب

مديح يا مريم انا عبدك - من نظم فضل الله الإبياري- على ثيؤطوكية الثلاثاء