السيدة العذراء في الكنيسة القبطية 3

 


تحدثنا في العددين السابقين عن السيدة العذراء في الكنيسة القبطية و أخذنا بعض من ألقابها ونستكمل معا في هذا العدد

حيث تشبه العذراء أيضًا بالسحابة: لارتفاعها من جهة، ولأنه هكذا شبهتها النبوة في مجيئها إلى مصر. نورد عن ذلك في سفر أشعياء النبي: "وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر. فترتجف أوثان مصر. ويذوب قلب مصر داخلها" (أش19: 1). وعبارة سحابة ترمز إلى ارتفاعها. وترمز إلى الرب الذي يجيء على السحاب (مت 16: 27).

ومن الألقاب التي وصفت بها العذراء (ثيئوطوكوس )

أي "والدة الله". وهذا اللقب الذي أطلقه عليها المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م. وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير ردًا على نسطور...وبهذا اللقب "أم ربي" خاطبتها القديسة اليصابات (لو4: 43)

ومن ألقابها أيضًا المجمرة الذهب. ونسميها (تي شوري) أي المجمرة بالقبطية. وأحيانًا شورية هارون... أما الجمر الذي في داخلها، ففيه الفحم يرمز إلى ناسوت المسيح، والنار ترمز إلى لاهوته، كما قيل في الكتاب "إلهنا نار آكلة" (عب12: 29) المجمرة ترمز إلى بطن العذراء الذي فيه كان اللاهوت متحدًا بالناسوت. وكون المجمرة من ذهب، فهذا يدل على عظمة العذراء ونقاوتها. ونظرًا لطهارة العذراء وقدسيتها، فإن العذراء نسميها في ألحانها المجمرة الذهب.

وتلقب العذراء أيضًا بالسماء الثانية: لأنه كما أن السماء هي مسكن الله، هكذا كانت العذراء مريم أثناء الحمل المقدس مسكنًا لله.

10- وتلقب العذراء كذلك بمدينة الله: وتحقق فيها النبوءة التي في المزمور "أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله" (مز86)، أو يقال عنها "مدينة الملك العظيم" أو تتحقق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم. أو صهيون كما قيل أيضًا في المزمور "صهيون الأم تقول إن إنسانًا صار فيها، وهو العلي الذي أسسها.." (مز87)

وبهذه الصفة لقبت بالكرمة التي وجد فيها عنقود الحياة: أي السيد المسيح. وبهذا اللقب تتشفع بها الكنيسة في صلاة الساعة الثالثة، وتقول لها "يا والدة الإله، أنت هي الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة"...

وبهذه الأمومة لها ألقاب أخرى منها:

أم النور الحقيقي، على اعتبار أن السيد المسيح قيل عنه إنه "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان" (يو1: 9)

وبنفس الوضع لقبت بالمنارة الذهبية لأنها تحمل النور. وأيضًا:

أم القدوس. على اعتبار أن الملاك حينما بشرها بميلاد المسيح قال لها".. لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35)

أم المخلص، لأن السيد المسيح هو مخلص العالم. وقد دعى اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت1: 21.)

-كما تشبه أيضا السيدة العذراء في بعض الثيؤطوكيات في المخطوطات القديمة بالنعجة الحسنة وقد يكون هذا اللقب غريبا بعض الشيء على آذان المتلقي ولكن بتفسيره نجد أنها أم الحمل الحقيقي.

 ومن رموزها أيضًا العليقة التي رآها موسى النبي: (خر3: 2). ونقول في المديحة "العليقة التي رآها موسى النبي في البرية، مثال أم النور طوبها حملت جمر اللاهوتية، تسعة أشهر في أحشاها ولم تمسسها بأذية". فالسيد الرب قيل عنه إنه "نار آكلة" (عب12: 29) ترمز إليه النار التي تشتعل داخل العليقة. والعليقة ترمز للقديسة العذراء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مديح يا إبنة داود كم من كان قديم - من نظم ابو السعد الأبوتيجي

أبو السعد الأبوتيجي - مؤلف المدائح العربية الساحر التائب

مديح يا مريم انا عبدك - من نظم فضل الله الإبياري- على ثيؤطوكية الثلاثاء